أعلنت الحكومة العراقية، الخميس، تشكيل لجنة تحقيق خاصة للوقوف على ملابسات الهجوم الذي استهدف حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان، وأدى إلى توقف الإمدادات وانقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي في المنطقة.

وقالت سلطات الإقليم إن طائرة مسيّرة ضربت الحقل مساء الأربعاء، ما أدى إلى توقف ضخ الغاز لمحطات الكهرباء بشكل كامل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، بينما أكدت شركة دانة غاز الإماراتية، المشغّلة للحقل، أن الضربة كانت صاروخية واستهدفت خزانا للسوائل، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات بين العاملين.

وأشار صباح النعمان، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني طلب فتح تحقيق عاجل لمعرفة الجهات المتورطة ومحاسبتها، واصفا الهجوم بأنه محاولة لضرب الاستقرار.

ويعد حقل كورمور، الواقع بين كركوك والسليمانية، من أهم مواقع إنتاج الغاز في الإقليم، إذ يوفر أكثر من 75% من احتياجات الكهرباء في كردستان. وقد شهد خلال السنوات الماضية سلسلة هجمات مماثلة بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وفي أربيل، أعلنت السلطات أن نحو 80% من الكهرباء انقطعت عن الإقليم نتيجة توقف الحقل، بينما تحدث سكان في السليمانية ومناطق أخرى عن انقطاع واسع للتيار. وقال وزير الكهرباء في حكومة الإقليم كمال محمد إن حجم الأضرار لا يزال قيد التقييم، مرجحا عودة التيار إلى وضعه الطبيعي خلال 48 ساعة إذا اقتصرت الأضرار على الخزان المستهدف.

من جانبها، اتهمت واشنطن فصائل مسلحة تنشط خارج إطار الدولة بالوقوف وراء الهجوم. وقال المبعوث الأميركي إلى العراق مارك سافايا إن هذه المجموعات تتحرك وفق "أجندات خارجية معادية"، داعيا بغداد إلى ملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وفي السياق نفسه، دعا رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني المجتمع الدولي، عبر منشور على منصة إكس، إلى توفير منظومات دفاعية لحماية البنية التحتية المدنية، مشددا على ضرورة عدم تكرار إفلات الجهات المنفذة من العقاب.

وكان الحقل قد تعرض خلال العامين الماضيين لعدة هجمات، بينها قصف بمسيّرة مطلع فبراير لم يسفر عن أضرار، وهجوم آخر في أبريل 2024 أدى إلى مقتل أربعة عمال يمنيين، وسط اتهامات متكررة لفصائل مسلحة مقربة من إيران بتنفيذ هذه العمليات.